2008/09/20

شهر رمضان في سجـــون الإحتلال رغم ظلمـــة السجــــــــــــــــــن وظلم السجان والبعد عن الخلاّن



بسم الله الرحمن الرحيم

اللقـاء رقــــــــــــم......33

شهر رمضان هو شهر الخير والفضائل نظراً لما يكمن فيه من بركات ورحمة وزيادة التقوى والخيرات كما خلاله تحققت الانتصارات على الأعداء منذ فجر التاريخ . كان لرمضان طعم مميز يتمتع بتذوقه المؤمنون من السجناء رغم بعدهم عن ذويهم وفلذات أكبادهم.... لكـــن أفئدتهم ووجدانهم تكون متوجه ومرتبطة بذويهم كما هو الحال بالنسبة لذويهم حيث الكل ينتظر جمع الشمل بين الأحبة ورغم مرارة الفرقة كان رمضان يقوي من عزيمة السجاء وينمي إراددتهم
ففقدان الأسير الفلسطيني خلال شهر رمضان للايام العائلية ذات النكهة الفلسطينية المتميزة الامر الذي يشعره بالمرارة على سلب الاحتلال أمتع الأيام في السنة خاصة اجتماع كافة أفراد العائلة حول مائدة واحدة.

هنا تتفق كافة الفصائل الموجودة داخل السجن على ضرورة احترام حرمة شهر رمضان ويتم إصدار تعميمات تنزل للقواعد تؤكد على ضرورة احترام حرمة شهر رمضان، ورفض اي مظاهر للمجاهرة بالافطار لمن لا يصوم مع تحديد عقوبات صارمة للمخالفين تكون رادعة جدا. فبحكم أننا وعدنا بتحري أمانة نقل التجربة

أقول لا يعني أن هذا ينطبق في جميع السجون والمعتقلات بمعنى هناك تقصير كان يحصل ونتج عنه الصراعات
فلوضع النقاط على الحروف أعتصر ألماً أقول :قد تتجمد الصراعات بين السجناء ولكن كانت مسألة الآذان تصرع من لا يؤمن بالله ويضيقوا ذرعاً من قيام الليل والسحور وكان كل هذا يقلق القلة القلية من أبناء جلدتنا مما أدى لأن يتوجه الملتزمون بالعبادات فيطالبون بتجميعهم في غرف مجتمعين حيث كانت الفصائل تطالب بذلك لإعتبارات هم يعوها وبعد إنتهاء شهر رمضان تتم إعادتهم لغرفهم

في رمضان لم يتناول السجناء ما لذ وطاب تتركز في هذا الشهر الكريم العبادات وتنشط الفعاليات من عمل مسابقات مختلفة الأشكال والأساليب مقرونة نتائج المتفوقين بجوائز رمزية وتنشط الصلوات من تهجد وقياماً لليل

هناك قلّة قليلة من السجناء حالهم كحال من هم خارج السجن لا خلق ولا دين حيث الإفطار العلني وسب الذات الإلهية وعلى وجه الخصوص الحاقدين والحانقين على كل من يصلي ويصوم ولا يعمم الأمر حيث هناك من كان في غاية الأخلاق وكانوا يشاركوننا بالصيام لكونه مفيد للصحة ومخفف من حدة الغضب
فرغم كل ذلك كان الجو العام مقبول ومتفاهم عليه بين جميع الفصائل والحق يقال أما دوافع ردود الفعل الشائنة من قبل البعض إتجاه الصائمينكان نتيجة الآذان وقيام الليل والقيام للسحور وصلاة الفجر وهم نيام أمر مزعج لهم هذا الذي كان يتذمر منه البعض من أبناء جلدتنا
.
، حقاً يمتحن الله عباده الصالحين وبالتحديد الفئة المؤمنة ممن فاصل الجاهلية وشكلت جماعة ،الملتزمون بشرع الله "الجماعة الإسلامية " لا يخرجون لوجبة الإفطار الصباحي وكذلك الحال بالنسبة لوجبة الغداء فقبل الإفطار بساعتين على وجه التحديد توزلون النصع وجبتين على غرف الصائمين " للإفطار وللسحور "
وقد يختلف النظام في معتقلات وسجون أخرى.

وجاء في التقرير من شبكة رمضان الإسلامية تفاصيل تفي بغرض هذا اللقاء :
الذي خفف عليً جهد كبير في التحضير فلطالما التجربة هي التجربة وكلنا في الهم شرق قررت إعتمادها وقد أضيف بعض الشيء في جنبات هذا اللقاء إذا إقتضى الأمر لذلك فجاء في التقرير : .......

عمال المطبخ من المعتقلين ودورهم في رمضان الفضيل ........... يبدأ عمال المطبخ بالتجهيز لوجبات الافطار والسحور ويسعون بكل جد رغم الضغوط الواقعة على كاهلهم إلى توفير كل ما طاب ولذ من طعام من أجل راحة إخوانهم ورفاقهم المعتقلين رغم كون ذلك يكون على حسابهم . وتمكين هؤلاء العمال من إنجاز الحلويات بعد عملية التفنين من المواد التي تحضرها إدارة المعتقل أو السجن وهي بالأصل شحيحة وقليلة ورغم ذلك تمكن المعتقلين " العمال" من توفير كافة الإحتياجات .نظراً لتوفر الطحين والماء والسكر التي توفر داخل السجون خاصة خلال رمضان.توزيع الطعام خلال رمضان رغم إنشغال القسم الأكبر من المعتقلين بالدراسة والقراءة والجلسات السياسية وغيرها من المتابعات الشخصية والجماعية فإن طواقم الطبخ تقضي وقتها في التحضير لوجبات الطعام تمهيدا لتوزيعها على لجان الطعام المفروزة من كل خيمة أو غرفة ويسمى هؤلاء في بعض السجون "بالفرسان”.

ويبدع الطباخون في إعداد الطعام الشهي واللذيذ لأن أيام شهر رمضان ليست عادية إلا أن الأكل تقريبا يكون متشابها بسبب رفض مصلحة السجون توفير مواد غذائية جديدة يطلبها ممثلو المعتقلين فالبيض المسلوق يكون بشكل يومي والتطلي إلى جانب الفول والحمص والفلافل والبندورة والخيار والفلفل الحلو ونوع واحد من الفواكه وهذه وجبة السحور المعتادة في غالبية السجون وبطبيعة الحال لا تكون هذه الأصناف مجتمعة في وجبة واحدة ولكنها روتين يومي

وبعد تناول وجبة السحور ثم عقب أذان الفجر يؤدي المعتقلون الصلاة يصحو المعتقل الصائم مبكراً أي قبل صلاة الفجر بساعة ونصف أو ما يزيد حيث يصلي التهجد ويقرأ ما تيسر من القرآن الكريم حتى يتم تناول وجبة السحور ثم عقب أذان الفجر يؤدي المعتقلون الصلاة جماعة يتبعها تلاوة ورد المأثورات والإستماع إلى عظة صغيرة ثم يتوجهون للنوم حتى ساعات الصباح .وبعد غدو الصباح يتوضئون ويصلون الضحى تم تبدأ الجلسات .

الجلسة الأولى :
وهي عبارة عن تلاوة للقرآن الكريم وتشكل وفقاً لمجموعات لكل مجموعة مسؤول ويتمون قراءة جزء كامل من القران

الـجلـسة الـثانـية :
تـكون مـدتـها ما يقـارب ساعتين وتكون تتحدث عن أمور وأحداث الساعة على مصير أحوال وأخبار فلسطين والعالم العربي أو تكون جلسات فقهية أو شرعية أو عن أمور طبية مثل الصيام وأثره في صحة الصائم وكذلك عن الاستنساخ البشري والدخان وسلبياته أو أمور ثقافية عامة .

خلال ساعات ما قبل الظهر :
تنظم أحياناً مسابقات ثقافية من أجل التعرف على مدارك المعتقلين الثقافية خاصة مع توفر شرائح مختلفة من طلبة المدارس والجامعات وفي مجالات العلوم المختلفة إلى جانب أطباء ومهندسون ومحامون وينشط أصحاب الكفاءات في إعطاء الدورات والندوات في المجالات المختلفة عن تنظيم دورات خاصة في محو الأمية والتجويد والتلاوة والقراءة ويبقى جمع المعتقلين مشغولين بهذه النشاطات حتى الظهر .

عند الانتهاء من الصلاة تبدأ فترة القيلولة :
يكون التشويش ممنوع خلالها الأمر الذي يتطلب التزام الهدوء التام حيث يتم الضبط والربطوتنظم في جمع السجون مسابقات عديدة في حفظ القرآن الكريم كاملاً أو أجزاء منه حيث يقبل بعض المعتقلون من استغلال فترة الهدوء والقيلولة لاتمام حفظ أجزاء من القرآن مما يسهل عليهم الحفظ بيسر وسهولة.
فعاليـــات بعد العصـــر :
تنظم موعظة قصيرة حيث يكون موعد الخروج للساحة لساعة واحدة والتي تعرف بـ " ألفورة "
وقد يخرج القسم على مرحلتين أو ثلاثة تحدده عدد الغرف في القسم الواحد وبعدها ينطلق الشبان إلى اللعب فمنهم من يلعب كرة الطائرة رغم ضيق الساحة. ومنهم من يلعب على طاولة التنس وآخرون يمارسون هواية المشي والركض ونط الحبل ولعب الشطرنج أو التزاور وقد يبقى البعض في غرفهم لسبب أو لآخر وتبقى هذه المرحلة حتى قبيل أذان المغرب بساعة إلا ربع فيدخل السجناء غرفهم

جلسة لقراءة المأثورات جماعة :
يتم الدعاء الجماعي ثم ينفرد كل معتقل للدعاء لوحده.وفي هذه الأوقات تنشط لجان الطعام على جمع الطعام والفرسان في توزيع الطعام على جمع الغرف والخيم ووقت الأذان يوزع التمر إن كان متوفراً إلى جانب الشراب. ويؤدون الصلاة أولاً قبل تناول وجبة الإفطار . وبعدها تكون فتره حره إما للتمشي داخل الغرف أو مشاهدة الأخبار على التلفاز حتى موعد صلاة العشاء
صـــلاة التراويـــح :

تصلى 8 ركعات بين كل ركعتين معا يعقبها تناول حلويات مختارة عوامة، كعك، مبشورة، طمرية. والتي تكون يوماً بعد يوم بعدها ينام المعتقلون حتى قبل صلاة الفجر بساعة ونصف وهكذا دواليك
الوحدة والتلاحم تتجدد في رمضان :
تتجسد خلال شهر رمضان حيث تكثر زيارات الأقسام بين الفصائل ويكون مظهرهم خلال هذه الفترة من أعظم المناظر وهذا ما يغيظ الأعداء الأمر الذي يجعل المعتقلين يدعون لأن يبقى رمضان طيلة العام.

وأذكر هنا طرفة حصلت من بعض الأخوة
في يوم لم نستيقظ للسحور فأذن المؤذن لصلاة الفجر وإذا بأحد الأخوة يحتج إنتظر حتى أتناول شيء حيث قام إلى زبديته التي كان فيها سميد مع الحليب مخلوط بالزبدة والتمر والمكسرات فقال والله لآكلها وربي يغفرلي فطبعاً لم يكن مجال للكلام معه لأنه كما يقولون عقله شغل ييده وجديد العهد في إلتزامه بالصلاة والصوم . فكنا حذرين أن لا تكون ردة فعل عكسية في حالة صدّه عن ذلك .ولكن في جو آخر تكلمنا معه وتفهم خطأه واستغفر ربه
كما وأذكر شخصياً كان في غرفتنا حاج كبير في السن محبوب " مزيح وفكاهي" وكمان عقله شغل يده كان يحرص على تخبئة البيض النيء ليشربه على السحور فما كان من أحد الشباب قد أخذ البيضات الثلاثة ومن خلال دبوس إستطاع عمل تغرة فيها وقام بشفط محتويات البيضات الثلاثة وبلعها دون أن يكسرها وأعادها لموضعها فارغة المحتوى ثم نام فعند وقت السحور بدأ هذا الحاج بكسر البيض حيث وجدها فارغة واحدة تلوىالأخرى وهو يتكلم مع نفسه....!!!
فهنا كان المقلب بإتفاق مجموعة دون غيرهم ولكن الشباب ثارت من الضحك واعترف الجاني وبعدها صار إللي صار وأخذ نصيبه من ردة الفعل طبعاً لم يحصل أذى ولكن المجموعة كانت مجهزة له ثلاث بيضات بدلها وأعطوه إياها ليتداركوا الموقف لأن لا يغضب

وجاء من المصدر: من الأمور اللطيفة أيضاً أن الطباخين يعملون مقالب في الكعك فمثلاً يضعون في عدد من الكعكات فلفل شطة والذي تكون من نصيبه يأكل كعكة أخرى هدية .
كما حدثت طرفة أخرى عندما تم توزيع شاي على المعتقلين في أحد الأقسام ووضع فيه بدل السكر ملح وكانت خطئاً فنياً غير مقصود من أحد المعتقلين في المطبخ.
عطاء وإبداع خلال رمضان :
يبدا المعتقلون بإجراء المسابقات في جميع المجالات خاصة ختم القرآن الكريم وهناك جوائز تشجيعية إلى جانب المسابقات الثقافية في كافة المجالات .وورد بأن هناك مواقف مؤلمة خلال رمضان سجلت لبعض المعتقلين الذين يعتقلون لأول مرة ويكونوا صغاراً في السن حيث يمضون أول رمضان في حياتهم بعيداً عن أهلهم ففي يوم الصيام وعلى مائدة الطعام يستذكر هؤلاء الوالدين والأشقاء والشقيقات الذين إعتادوا للإفطار معهم فتنهمر الدموع فيتدخل إخوانهم المعتقلين للتخفيف عن مصابهم وتتجلى آنذاك مشاعر التلاحم و الأخوة .وغالبا ما يشعر المعتقلون بالوحشة خلال اليوم الأول للصيام وعندما تقترب فترة أذان المغرب ويستذكرون الأهل والأولاد وخاصة المتزوجين اللذين يشتاقون لفلذات
وإلى أن نلتقي وإياكم واللقاء رقـــم ......." 34 "