2008/06/30

~*¤§¤* وقفات مع مرحلة المواجهة الأولى لإعتقالي بتاريخ 18/11/1970*¤§¤*~

بسم الله الرحمن الرحيم

اللقــــاء رقــــم.....( 2 )
* تابع اللقاءات بتسلسل أحداثها
* نستقبل وجهات نظركـــم
* اللقـــاءات قابلة للتعديـــل
قال تعالى :- بسم الله الرحمن الرحيم
"يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ " ...صدق الله العظيم
لا بد لنا من أن نذكر بأن المقابلة لتفهم التجربة الإعتقالية هي أهم عنصر وأفضل أداء يمكن استخدامها.
نؤكد هنا كذلك بأن التجربة الإعتقالية هي فريدة من نوعها بالنسبة لكل شخص
وتختلف باختلاف الزمان والمكان والظروف السياسية

وجدير بنا أن نتدارسها ونتفهما وننقلها لأجيالنا بصدق وأمانة وأن نقف عند الإيجابيات والسلبيات
وهذا أمر إذا دخلنا بعمق النقاش حوله ستكون قصتنا حال قصة أستاذنا والأعضاء الخمسة
التي ورد ذكرها في اللقاء الأول .

فلو لم تكن الواقعية في الطرح وتمت المبالغة والمزايدة فمن التأكيد سيزداد الأمر تعقيداً ...
فيصل بنا المطاف لما لا تحمد عقباه .
وهذا ما لانريده...الذي يعنينا هو شمولية التجربة الإعتقالية والتركيز على الأساسيات

فلنبدأ الآن من نقطة البداية للتجربة الإعتقالية (بداية الإعتقال)
فالطريق نحو التحرير ليست مفروشة بالورود...المهم قدّر الله وما شاء اللّه فعل:
أكيد بعد أن تصل الإخبارية للمعنيين من أبناء عمومتنا حول مجموعة أو خلية تنظيمية كما كنا نسميها
يكون الشخص المراد إعتقاله مراقب لديهم وبهمة أبناء جلدتنا وكما يقول المثل : ....".سوس العود منه وفيه"

فيتحرك "يهــــــــــــــود " أبناء العمومة ...بعد منتصف الليل والناس نيام. حيث تكون قد دقت ساعة الصفر
فتبدأ القوات نحو صيدها مع أخذهم بعين الإعتبار الإحتياظات الأمنية الكاملة وتظهر المنطقة المزمع إقتحامها
لمن هم عزًل ونيام وكأنها ساحة حرب والمظهر مرعب لمن لم يتعود على مثل هذه المظاهر.....

طبعاً ومن خلال عنصر المواجهة يستهدف من ذلك النيل والسيطرة على المزمع إعتقاله
ليصبح أسير حرب بمفهومنا ومخرب بمفهومهم ...

.بينما يكون صيدهم في الفراش يصحو من نومه ليفاجأ بالصراخ وتوجيه السلاح فوق رأسه
بالإضافة لحملة التفتيش وقلب محتويات البيت رأساً على عقب.... "يعني محتويات السكن مخلوطة "
فيقيد الأسير بيدية... أو قد يقيد بيديه ورجليه بالسلاسل الحديدية .." الكلبشات "

فهنا يبدأ التحدي بين الضحية والجلاد.... ويتعلق ذلك بوعي وشخصية وتجربة من سيكون حاله هكذا
مع مقدار قدرته وطاقته لإستيعاب الصدمة الأولى ..
.فقوة معنوية أهله وذويه لها دورها الإيجابي والفعال لتحبيط أو رفع المعنويات

وهذا يتعلق بطبيعة الصدمة ووعي من سيواجهونها ...
فعلينا أن نلتمس العذر لكل من سيتم إعتقاله ولذويه بحكم التباين
في قدرة المواجه وتحمل الصدمات بين شخص وآخر

.وأكيد يسأل الأهل أو الزوجه المخابرات عن سبب هذا الإعتقال لفلذة كبدهم !؟ فيقال لهم كالعادة.
ما في شيء!!! إطمئنوا عليه هو في أيدي أمينة!!!
فبمجرد كم سؤال وساعات سيعود وقد يعود أو لا يعود بعد إنتهاء فترة التحقيق
فبطبيعة الحال يضعون الكيس على رأسه أو العصبة على عينية حيث يكون مقيداً بالسلاسل الحديدية

وبعد مغادرة المعتقل والضحية لفناء بيته بصحبة جلاديه "سيأخذ نصيبه في الطريق من الضرب والشتائم
وصولاً به إلى مركز القيادة الميدانية المؤقت في أعلى موقع يعسكر فيه جلادوه إلى أن تنتهي حملة الإعتقالات في المنطقة

فحينها وعلى الفور يتم تشخيص المعتقل هو ومن معه من رفاق الدرب من قبل العملاء من أبناء جلدتنا
ويتم بعدها التركيز عليه حيث أن الأسير يكون مضطّرب ومرتبك إلى حد ما.
فينال الوجبة الدسمة الأولى لعله يعترف أو يدلي لهم بمعلومات تطلب منه

وبعد إنجاز المخابرات لمهمتها في المنطقة تنسحب من الموقع وتخرج بصيدها في سيارات الجيب
إلى غرف التحقيقات في المسكوبية

. ومن خلال الطريق يصح للأسير وجبة سريعة من لطمات وكفوف وشلاليط ورفص وشتم وسب
وصراخ وألفاظ محترمة ومرتبة . من قبل حرس الحدود والشرطة العسكرية منها والمدنية

المهم هنا على الأسير منذ بداية المواجهة " أن لا يظهر بأنه يعرف لغة عدوه إذا كان قد تعلمها "
لعله يتلقي معلومات تعنيه من قبل جلاّديه خلال تواصلهم ببعض قد يتلفظ بها رجال المخابرات في المرحلة الأولى
وتأتي المرحلة الثانية والرسمية للمواجهة الحقيقية... فيتولى إدارتها المخابرات
فتكون أصعب ولكن الأسير يكون قد تهيأ نوعاً ما للمواجهة بشكل أكثر
رغم أنه سيواجه لاحقاً أصنافاً من التعذيب وقد يستمر به الحال لثلاثة أيام متواصلة دون نوم....

وخلال هذه المرحلة إما أن ينهار الأسير ويكب ما في جعبته من معلومات فيعترف
ويخط المحقق إعترافاته ويوقع عليهاالأسير وقد يستعيد الأسير قواه فيثبت

.وقد لا يتلقىالأسير وجبة طعام أو كوب من الشاي أو شربة ماء
وقد يحرم من العناية الطبية لعدة أيام بهدف الضغط عليه

وقليل ممن يتم إعتقالهم إعتقالاً إحترازياً لا يواجهون بمثل هذه المواقف
فيقادون بهدوء من قبل المخابرات دون قيد أو عصبة عين

وإلى أن نلتقي معكم في اللقاء....رقم " 3 "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق