بسم الله الرحمن الرحيم اللقـــــــــــــاء رقـــم........12***************************
تابع اللقاءات بتسلسل أحداثها
" نستقبل وجهات نظركم "حيث أنها قابلة للتعديل***********************
فاطمـــــة برنـــــاويفاطمـــــة برنـــــاوي
إنها المناضلة العقيد فاطمة برناوي . ولدت فاطمة محمد علي برناوي في مدينة القدس قبل نكبة عام 48 بعدة سنوات, لأب نيجري نزل إلى المدينة المقدسة بعد أداء فريضة الحج ,ومن ثم سكن قرب باب المغاربة حيث تزوج وأنجب أبناءه الخمسة ومن بينهم فاطمة.تلك هي صورة فاطمة ,إنسانة رقيقة وهادئة لا توحي بأي شيء غير عادي , لكنها فتحت عيونها على وطن سليب جريح فعاشت معاناة الشعب الفلسطيني ,إذ هاجرت مع عائلتها وهي طفلة صغيرة إلى الأردن وسكنت في بيت بمنطقة تدعى المغر في درج فرعون مع ثلاث عائلات فلسطينية , حيث كانت تفصلهم فقط أكياس السكر.
تقول العقيد فاطمة : كنت أحلم أن أجد خاتم سليمان لأفركه وارجع أنا وشعبي إلى فلسطين , وذات مرة وجدت قرشا فقلت هو لي ولشعبي ,فاشتريت بنصفه تمرة واحدة قسمتها على الأطفال في الخيمة ,وأخذت النصف الثاني .لم تكن فاطمة المناضلة الوحيدة في عائلتها ,فقد ورثت النضال عن والدها محمد علي برناوي الذي قاتل إلى جانب الحاج أمين الحسيني ,
فاطمة والتمريض..... واتخذت منه مهنة وهواية , فهي تؤمن أن من اشرف الأعمال تقديم مساعدة لشخص يحتاجها ,خاصة إذا كانت تتعلق بحياته ,عملت في المملكة العربية السعودية مدة عامين ومن ثم عادت إلى فلسطين لتعمل مع وكالة الغوث في مدينة قلقيلية التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي آنذاك, فبدأت تتسع عيونها أكثر فأكثر على مشاهد الدمار والخراب
.تقول برناوي : حين عملت في قلقيلية شعرت أنني ابني نفسي مع هذه المدينة المدمرة ,أحببتها وأحببت أهلها الذين بدءوا ببنائها من جديد, لكن إسرائيل عادت في العام 63 ودمرت كل ما أصلحه الأهالي, دمروا آبار المياه التي كانت تضخ للبساتين فجفت جميعها .وتتابع وهي تستذكر بمرارة تلك الأيام القاسية: كانت حجة قوات الاحتلال أن هذه المناطق يدخلها مناضلون فلسطينيون,ما تفعله إسرائيل اليوم وما تبرر به عدوانها وجرائمها ليس بجديد .
وتتابع فاطمة : بعد حرب حزيران عدت إلى القدس, كانت أخباري منقطعة عن أهلي فظنوا أني استشهدت, هناك تعرفت على شباب يعملون مع الدكتور محمد , تعرفت على شخص يدعى الدكتور نور أخذني بدوره لأتعرف على الدكتور محمد , لم أكن اعرف من هو هذا الدكتور ولكن حين تعرفت اليه كانت المفاجاة , لقد كان القائد ياسر عرفات بنسفه .مفاجاة من العيار الثقيل تفجرت أمام فاطمة إذ ترى أمام عينيها وبعد فترة قصيرة من حرب حزيران وقبل أن تندمل جراحها القائد الفلسطيني ياسر عرفات.كان عرفات أسس حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح عام 65 , وانطلق محاربا مطاردا يدعو إلى نصرة القضية الفلسطينية وتحرير كامل فلسطين , ورغم انه مطارد إلا انه استطاع التسلل إلى بلاده الجريحة عبر نهر الأردن ,والوصول إلى قلب مدينة القدس المحتلة ,حيث ضم عرفات إلى صفوف مقاتليه هناك عددا من الشباب من بينهم فاطمة التي سبقتها إلى الثورة أختها إحسان والتي تصغرها بخمس سنوات , خطط عرفات لتنفيذ سبع عمليات تفجيرية داخل مدينة القدس كان نصيب فاطمة وأختها تفجير سينما صهيون .وعن هذه العملية
تقول فاطمة : بتاريخ 8-10- 67 نفذنا العملية, كنت مقتنعة بأننا يجب أن نرد بعنف بعد نكسة حزيران ,سينما صهيون كانت تعرض فيلما عن الحرب ,اعتبرت أن عمليتي مهمة أولا لأنها في القدس وهي عربية ,وثانيا لان الرد جزء بسيط من العدوان الإسرائيلي .وضعت فاطمة حقيبة مليئة بالمتفجرات بداخل سينما صهيون ثم غادرت برفقة شقيقتها احسان , لكن صحفيا أمريكيا انتبه للشنطة فظن أن الفتاتين نسيتاها , فخرج خلفهما وما كان من الجنود إلا أن فجروا الحقيبة خارج السينما ,وبدأت عملية البحث عن فتاتين سمراوين ,ظنوا أنهما من الأفارقة
تقول فاطمة : كانت الجالية الإفريقية جميعها تسكن في منطقة قرب باب المغاربة (باب المجلس),ولم يكن البحث عن منفذتي العملية سهلا,لان اللون الأسود لعب دورا ,أنا لم استوعب ما فعلته ,كأنه حلم,غادرت إلى نابلس وفي السيارة فتح السائق المذياع الذي كان يتحدث عن العملية ,.............., جنود الاحتلال اعتقلوا كل فتاة سمراء في القدس , لكن شابا تسلم رسالة من أبو عمار ليسلمها لأهلي طالبا منهم مغادرة المنزل قبل أن يصل الاسرئيليون ,
وللأسف فقد ابلغ عنا المختار ,حين وصل جنود الاحتلال لبيتنا كان الشاب لم يغادر بعد إذ سلم الرسالة وجلس يشرب القهوة ,فوقع أسيرا وهناك اعترف .وأضافت: اعتقل جنود الاحتلال أبي وأمي وأختي التي قالت إنها فاطمة لتتيح لي المجال كي اهرب ولكن اكتشف الجنود ذلك .
إستدراك.................
مداخلة بصفتي صاحب تجربة:...........بشكل عام في بداية الإحتلال كانت قوات الجيش تتوجه للمختار أثناء الإعتقالات
بحكم عدم معرفتهم للمواقع...........وطبيعة الناس لا ترحم قكانوا يلقون اللوم على المختار فخروج المختارمعهم كدليل هو قهراً ولإعتبارات كنا نعيها ونتفهمها جيداً وكان أمراً مستوعباً
وجدير بالذكرعانى المخاتير من ذلك وتلاشى تعاونهم مما جعل قوات الإحتلال تعتمد على العملاء
وإن كان تهاون وتعاون فيما بعد من قبل بعض المخاتير فهم قلّة قليلة لا تذكر
هذا ما إقتضى التنويه إليه لأمانة نقل التجربة .................
وتابعت فاطمة برناوي تقول : سألوا أهلي عني وعن إحسان التي هربت مع مجموعة الأخ علي طه إلى الأردن , حيث تزوجت فيما بعد هناك ,أما أنا فتم إلقاء القبض علي في 10-10 أي بعد يومين , استطاعوا التوصل إلى بسرعة لقد لعب اللون دورا كبيرا .اعتقد الجميع أن هذه أول عملية نسائية فلسطينية , لكن كما تقول برناوي فقد سبقتها إلى السجن فتاتان من داخل فلسطين المحتلة عام 48, كانت هناك فتاة اسمها إخلاص علي أسيرة بتهمة تعليم أطفال فلسطين في الداخل الأناشيد الثورية ,
أما الأخرى فكانت نايفة عاقلة ,كانت ناشطة مع جماعة الأرض ,وكان هذا هو السجن الثاني لها بعد أسرها عام 56 بتهمة تهريب معلومات عن الجيش الإسرائيلي الى الجيش السوري.
تقول فاطمة : قدمت للمحاكمة انا والشبان السبعة الذين نفذوا العمليات الأخرى, رفضت التعامل مع المحامي الإسرائيلي فقدم والدي محاميا فلسطينيا , طلب مني المحامي عدم الاعتراف بالعملية , فرفضت وقلت إنها عملية شرعية دفاعا عن وطني لماذا أتنكر لها , فقال هل تعرفين عواقب ذلك اجبته إما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى .
وتضيف : حكم علي بالسجن مؤبدين وعشر سنوات بتهم حيازة أسلحة والشروع في تنفيذ عميلة تفجيرية والانتماء لتنظيم غير شرعي , أمي خرجت من السجن بعد شهرين وتوفيت وأنا داخل السجن , أما أختي فقد سجنت مدة عام لأنها كذبت على جنود الاحتلال حين قالت أنها فاطمة .وتعلق فاطمة على الأحكام التي صدرت بحقها قائلة:
كان الهدف من هذه الأحكام العالية أن تخاف باقي البنات وتحجم عن المشاركة في الأعمال النضالية ولكن حدث العكس إذ تحررت المرأة الفلسطينية من قيود المجتمع وانطلقت باتجاه الثورة , قامت بعدي المناضلة عايدة سعد بتفجير دبابة إسرائيلية في قطاع غزة رغم أنها كانت في السابعة عشر من عمرها ,.....كما عانت فاطمة مرارة الاحتلال وهي خارج السجن بدات تعاني من قهر السجان وهي بين أيديهم , شابة في مقتبل العمر تذوي زهرة أيامها خلف القضبان , لقد حاول المحققون اللعب على هذا الوتر لدفعها إلى التخلي عن معتقداتها الوطنية ولكن هيهات,
تقول فاطمة : كانت ظروف الاعتقال صعبة ومزرية ,كثيرا ما كنا نتعرض للشتم والضرب على أيدي مجندات الاحتلال اللواتي طالما منعوا عنا الزيارة .وفي بعض الأحيان يحضر السجانون الذكور، ويفتحون باب الزنزانة بشكل مفاجئمما يسبب خوفا وإهانة أخلاقية للأسيرة".فمعاناتها تتعدى الوصف .
صور من العذاب...... روايات تصلح لأن تكون سناريوهات في سينما "هوليود"...قد يخيل للبعض أنها روايات مبالغ فيها ...ولعل المشكلة عدم وجود أي إثباتسوى الروايات التي تقدمها الأسيرات الفلسطينيات
وتابعت : .................. .تبادل أسرى!!!في احد الأيام دخلت مجندة إلى غرفة فاطمة وطلبت منها الخروج لعمل صورة كهرباء حيث كانت تعاني تجمع حصيات في الكلى , فقالت أنها عملت الصورة قبل عدة أيام فأجابت المجندة أن الصورة غير دقيقة.
تقول فاطمة : أبلغت البنات بذلك وكانت معي في الغرفة رندا ,ومن ثم خرجت فوجدت وجوه الجنود صفراء , لم يرحني المشهد فسألت بإصرار فأجابوا أن عددا من الفدائيين حاصروا أطفال مدرسة في منطقة معلوت وطالبوا بمبادلتهم بأسرى فلسطينيين وطلبوهم بالاسم , وكنت أنا " فاطمة"من بين هذه الأسماء .وكان عدد من مناضلي الجبهة الديمقراطية حاصروا مدرسة يهودية وطلبوا مبادلة الأطفال بأسرى بينهم فاطمة برناوي وعمر القاسم وغيرهم من أوائل المناضلين, لم يقبل موشي ديان وكان رئيسا للوزراء بعملية المبادلة وفشلت العملية
.............تقول فاطمة : كنت مغماة العينين لكني لمحت طرف جنزير فعلمت انه مناضل آخر ضمن عملية الأسر تبادلنا بعض الكلمات العلنية لكنها كانت شيفرة فيما بيننا لنطمئن جميعا, طلبوا منا التوجه إلى الفدائيين بكلمة ليطلقوا سراح الأطفال , فرفضت لأنه عمليا لم يفرج عنا , فأين سفير أي دولة محايدة ليكون وسيطا في العملية , وكانت هذه خدعة من جيش الاحتلال, فأغمضوا عيوننا مرة أخرى وأعادونا إلى الأسر .بعد عودتهم أطلق ديان جنوده صوب المدرسة التي يحاصر فيها الأطفال اليهود فقتلوا المناضلين الفلسطينيين جميعا وحرروا أطفالهم,
.إفراج وإبعاد : في عام 78 وقع الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل , والتي نصت على إطلاق سراح عدد من السجناء الفلسطينيين وإبعادهم إلى خارج الوطن , كان من بين هؤلاء الأسيرة فاطمة برناوي التي خرجت إلى الأردن ومن ثم انتقلت إلى بيروت للعمل في صفوف القوات الفلسطينية ,ولكن هذه المرة ضمن الأعمال المدنية وليس العسكرية.
وتقول : فضلت العمل في مهنة التمريض كوني أساعد إنسانا بحاجة لي , كما أنني لم أتخل عن الثورة فقد كان عملي في صفوفها عملت في مستشفى الشهيد كمال عدوان في البقاع .
وتضيف : السجن يعلم الكثير, فخلافا للصبر والصمود ,يجلس الإنسان أمام نفسه وحيدا يناقش ما فعله طيلة حياته ويرى كل أخطائه , كان لدي بعض الوقت لأقرا الكتب و بالتالي حصلت على ثقافة عالية .
وفي بيروت قابلت فاطمة المناضلة الفلسطينية دلال المغربي
وتعلق بقولها : حين نزلت بيروت جاءت دلال لتتعرف علي ,كانت لديها الرغبة بذلك ,هي صغيرة السن والدتها لبنانية , قالت إنها ستذهب إلى المكان الذي أتيت منه ,لم أتوقع انها فدائية, حين استشهدت عرفت أنها الفتاة التي جاءت تتعرف علي ,وكانت مفاجأة كبيرة جدا . العودة بعد اتفاقية أوسلو التي وقعها الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات ورئيس حكومة الاحتلال القتيل اسحاق رابين ,عاد الكثير من المناضلين الفلسطينيين إلى ارض الوطن
ومن بينهم فاطمة البرناوي التي تقلدت رتبة عقيد وأسست جهاز الشرطة النسائية.وعن هذه التجربة تقول العقيد فاطمة: كنت خائفة جدا من هذه التجربة , وطلبت من الرئيس إعفائي مبررة ذلك باني لا اقدر لكنه أصر وقال باني قادرة على ذلك , سافرت إلى هولندا لأمثل الشرطة الفلسطينية ,وكنا العرب الوحيدين وتعرفنا على الشرطة النسائية في تونس ,كان مقررا أن يتم تدريب60 فتاة ولكنا دربنا 80 تم اختيارهم على اساس الحالات الاجتماعية وبنات الشهداء
.وتتابع : كانت هناك ضرورة لوجود الشرطة النسائية فالمخدرات كانت منتشرة ونحن كعرب نفهم ان البيوت لها حرمتها ولا يجوز دخول الشرطة من الرجال اليها ............. أحد عشر عاما قضتها العقيد فاطمة البرناوي على رأس منصبها كعقيد للشرطة النسائية قبل أن تتقاعد العام الماضي , نظمت خلالها خمس دورات تم تدريب الفتيات فيها بأرقى المستويات , لكنها مازالت تعتقد ان حجم ومستوى تواجد المرأة في الشرطة دون المستوى المطلوب.وتقول العقيد فاطمة : لم يستوعب المجتمع بشكل كبير أهمية وجود المرأة في أجهزة الشرطة,ثم استقالت وعملت في محال الإغاثة
*****************************
ليلـــــى خالــــــــــد
أول سيدة في التاريخ قامت بعملية جريئة في 28 أغسطس 1969خطفت خلالها طائرة أمريكية، لتحلق بها فوق سماء تل أبيب،وتتجول على علو منخفض فوق مسقط رأسها مدينة "حيفا"قبل أن تهبط في دمشق وبعد فترة قامت بخطف طائرة أخرى وتمكنت من خدع جهاز المراقبة في المطار
بعد أن طلعت الطائرة للمرة الثانية بجواز سفر مزور ومكياج جديد
وسيطرت على الطائرة فهبطت في لندن وألقي القيض عليها ،
في حين أوقفت السلطات البريطانية ليلى خالد،
و بعد أن تم خطف طائرة ثالثة ليتم اطلاق سراحها
مما نبّه العالم للقضية الفلسطينية من أجل الضغط على البريطانيين لاطلاق سراحها
تعيش الآن في الأردن مع زوجها وولديها إنهـــــا ليلى خالد مواليد 194
منقول من المصدر لإغناء التجربة..............أحداث عشناها يوماً بيوم
خادمكـــــــــــــــــــــــم
وإلى أن نلتقي معكم واللقاء ....... ( 13 )