2008/07/30

اتجربتي مع شهيد القضية الأستاذ عمر محمود القاسم

بسم الله الرحمن الرحيم

اللقــــــاء رقــم...... ( 13 )
تابع اللقاءات بتسلسل أحداثها
" نستقبل وجهات نظركم "
حيث أنها قابلة للتعديل
الشخصية المعروفة بـ "مانديلا فلسطين"...?!!!
حقاً أبا القاسم كان معطاءاً ومعلما ومخلصاً
وإن كنت أختلف معه عقائدياً ..........
هو أستاذي في مدرسة عبدالله بن الحسين الإعدادية آنذاك في أوائل الستينات
حيث كان حديث العهد في التدريس وتمكن من الدخول في سلك التربية والتعليم بسهولة دون أية صعوبة فور تخرجه بحكم كفاءته أولاً وبحكم أن والده كان يعمل سائقاً لمحافظ القدس وأخيه الكبير كان في سلك المخابرات الأردنية.
فرغم كل ذلك كان أبا القاسم كفؤاً لأن يكون مدرساً والحق يقال

ولد عمر محمود محمد القاسم في 13 تشرين الثاني سنة 1941
ترعرع في طفولته في حارة السعدية بمدينة القدس الشريف "البلدة القديمة "جاءت أسرته من مدينة طيرة المثلث
تعلم الابتدائية في مدرسة العمرية القريبة من المسجد الاقصى ثم سكنت اسرته
في حي الشيخ جراح قبالة جمعية الشابات المسيحيات
*******************************************************
وحدثني أستاذي أبا القاسم حول مشاركته بمظاهرة طلابية ضد حلف بغداد كانت زمن النظام الأردني فكنت شخصياً أعيها ولم أتذكر لماذا تمت المظاهرة فصدّ الجيش الأردني طلبة المدارس بقوة في مدينة القدس

وأذكر الفتاةً الطالبة رجاء حسن أبو عماشة من مواليد يافا عام 1939
هي أول مناضلة فلسطينية استشهدت في نفس المظاهرة
بتاريخ 19/12/1955
في القدس
أثناء إقتحامها لمبني السفارة البريطانية
لتضع علم فلسطين
وقتلت برصاص الجيش الأردني

الطالبـــة رجـــاء حســـن أبو عماشــــة

***************************************************************

الأستاذ عمر محمود محمد القاسم
له قصة مع قافلة الجيش الإسرائلي كان قد تكلم معي حولها
وهذه القافلة كنت أشاهدها بإستمرار
منذ طفولتي فعشن أحداثها
ومن هم بجيلي وحدث
ولا حرج بحكم معرفتي فيه أيام المرحلة الإعداية ...


وبحكم الجيرة بين موقع سكناه "الشيخ جرّاح " قبالة بوّابة : ماندلبوم " الواقعة على حدود ألـ 1948 مع الأردن وبين موقع سكنايً " قرية العيسوية "قبالة مستشفى هداسا والجامعة العبرية المؤسسة قيل عام 1948 "
حيث كان يتواجد ما يقارب ألــ120 شخص بين جتدي وعامل فني حسب إتفاقية الهدنة مع المملكة الأردنية الهاشمية آنذاك

المهم هذه القافلة كانت تخرج من بوابة ماندلبوم حيث تقع السفارة الأمريكية .
من خلف بناية ألـ Y.M.C.A منذ 1948 وحتى 1967
لتتجه نحو منطقة مستشفى هداسا والجامعة العبرية / جبل سكوبس
تحت سيطرة جيش الدفاع الإسرائيلي رغم أنها كانت تخضع لحماية النظام الأردني,

ولكي لا أطيل الحديث حول ذلك فمن يعود لما كتبناه عن العيساوية بعنوان العيسوية القرية المنسية هل جاءك نبأها؟
أو العيسوية ماضيها وحاضرها من خلال صفحات منتديات العيسوية من على أخبار البلد لـ... ابو كايد
يعرف كيف كان يتم تبادل الجنود والعمال الفنيين بقافلة كل أسبوعين مرة
من يوم الأربعاء وقلّما كان يكون يوم الخميس

المهم منذ إتفاقية الهدنة لسنة 1948 وحتى عام 1967
كان يتم إستعمال باصين مغلقين تماماً ما عدا شباك صغير أمام سائق الباص لمشاهدة الطريق فقط فكان يتقدم الباص الأول جيب ألـ UN وخلفه جيب آخر من ألـ UN يتوسطهما جيب للجيش الأردني ثم يكون باص اليهود وخلفه نفس التشكيلة الأمامية ثم يلي ذلك باص اليهود الثاني ثم نفس تشكيلة ألـ UN


يتوسطها جيب للجيش الأردن .... عليك أيها القاريء رسم صورة القافلة.. لتستغرب كيف يكون ذلك تحت حماية عربية.........يذكرني هذا المشهد بالقول المشهور عند يهود وهو :...
(אין אימונה לערבים ...أي " لا أمان من العرب " )

فالأستاذ عمر القاسم أيامها كان عمره يقارب ألــ 14 - 15 سنة
حرص هو وأصحابه على مشاهدة القافلة كما هو حال الشباب .
كان يتم وضع مسامير ملحومة بشكل مثلث ويضعونها في طريق القافلة لتعطل الإطارات
بهدف تعطيلها ثم بقذفوها بالحجارة
وكنت أشاهد ذلك عن بعد من باب حب الإستطلاع.
ولم أشارك حيث كان يكبرني بـ 6 سنوات ونصف تقريباً وبحكم متابعة الأهل لي
لم يكن مجال للتفكير للإقدام بالمشاركة خوفاً من العواقب التي ستترتب على ذلك من قبلهم
.وبطبيعة الحال بعض طلبة عبدالله إبن الحسين ومدرسة خليل السكاكيني كانوا يتصدون للقافلة
وأشار لي أبو القاسم بأنه كان من بينهم .فهذا كان مشهداً درامياً ولعبة أسبوعية
كما وأن بوابة ماندلبوم ،المعبر الذي يفصل بين شطري مدينة القدس الشريف
كان يلتقي فيه إخواننا عرب ألـ 48 مع ذويهم في الأردن في كل عام
من أعياد النصارى الشرقية والغربية على وجه الخصوص .

هذا المشهد كان يعطينا إنطباعاً مؤثراً وحزيناً و وكانت أعصابنا تتوتر من الإنفعالات تعاطفاً
لفرقة الأهل والأحبة من الوطن الفلسطيني من إخواننا "عرب 1948 "

فكنا نسمع نداءاتهم في برنامج سلامات الأسبوعي من إذاعات رام الله والقدس وعمان وإسرائيل
وكثيراً ما كنا نستمع لتبادل رسائلهم من خلال الراديوا بواسطة محطتي الأردن وإسرائيل
بينما كانت تتمزع قلوبنا حسرةً وألماً عليهم. وما كنا في يوم من الأيام سينضم شملنا معهم
من خلال نكسة جديد . كنكسة الخامس من حزيران 1967


بل كنّا نعقد الأمال بنصر وفتوحات كغتوحات ت الفاروف همر ونصر صلاح الدين وخالد بن الوليد ولكن هيهات هيهات..........فيا نصر الله إقترب ههههههههههه بل نصر من الله وفتح قريب
كما أن الأحداث والوقائع السياسية حينئذ لعبت دوراً لا يستهان به في صقل العقول،
كثورة عبد الناصر في جمهورية مصر العربية وثورة الجزائر الوطنية للمليون شهيد
والتي شرّفني بأن شاركت فعليا بجمع التبرعات والملابس في مدينتي رام الله والقدس
من خلال حملات مركزة قامت فيها آنذاك وزارة التربية التعليم الأردنية
ليرصد حصيلة ريعها للشعب الجزائري المنكوب

وأذكر ذلك تماماً بالإضافة لحرب العدوان الثلاثي الغاشم على مصر العروبة في قناة السويس
من قبل فرنسا وبريطانيا وساهمت إسرائيل فيها .. .
وهذه عوامل صقلت نفوس الشباب وجذبتهم لأن يقاوموا اليهود
مما جعل قسم كبير من الشباب أن يتوجهوا للحدود الإسرائيلية الأردنية في الشيخ جرّاح
والمعروفة آنذاك بــ " حارة التنك " ليقذفوا الحجارة على أولاد اليهود في زمن النظام الأردني


وكانت لعبة أسبوعية يشملها السباب والشتائم " كنا نسميها لعب الأولد "
ولكنه مختلف نماماً عن لعب الأولاد المتعارف عليه هههههههههههه
كان هذا اللعب لعب الأطفال معبر وله معنى ومفزى سياسي في نفوس الشباب عبر الاسلاك الشائكة في الشيخ جراح والمعروفة آنذاك " المنطقة الحرام"والمحاذية لحارة التنك . والمحاذية بموازات الجهة الشرقية من الشارع رقم" 1".

فعمر القاسم بعد أن إشترك في معركة الكرامة مع الصهاينة في الضفة الشرقية من نهر الأردن
توجه بعدها فترأس قيادة مجموعة من الشباب عام 1968 بعملية فدائية بإسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
كانت وجهتهم منطقة رام الله وتجاوزا الصعاب بعد أن قطع مسافةً طويلة عبر الحدود لفلسطين المحتلة
وعلى مقربة من الوصول لهدفهم فوجئوا بدورية إسرائيلية فاشتبكوا معها لساعات
حتى إنتهت ذخيرتهم فاستسلموا قهراً
ولم يكن قتلى من الشباب وقد يكون حصل قتلى على الأغلب من جيش العدو حسب روايته لي
ذلك على ما أذكرالمهم تم إعتقالهم بعد أن أصيب عمر القاسم بعيار ناري في مؤخرة رأسه.

فعمر القاسم من داخل معتقله في سجن الرملة المركزي حوًل إنتمائه من الجبهة الشعبية جورج حبش
إلى الجبهة الشعبية الديمقراطية نايف حواتمه

وتحظرني الذاكرة عام 1974 بينما إستطاعت مجموعة فدائية للجبهة الديمقراطية للتسلل نحو حدود الوطن فلسطين المحتلة إلى أن وصلت المجموعة مدرسة في مستوطنة معالوت واحتجزوا الأساتذة والتلاميذ مع عدد من الجنود الصهاينة مطالبين بإطلاق سراح الأسرى وعلى رأسهم شهيد القضية عمر أبو القاسم
فجائت مجموعة من ضباط الجيش الصهيوني فأخذته من بيننا من معتقل سجن الرملة المركزي ألـ אגם ولم نعرف وجهته إلى أن تسرب إلينا خبراً من قبل أحد الحراس وعمال المعتقل جعلونا في الصورة حول وحود عملية إختطاف فأدركنا حينها هناك مطالبة لتحرير الأسرى وعمر القاسم على رأسهم فبحكم التجربه قلنا ألله يستر فبالتأكيد ستكون المراوغة والخدعة مع الشباب وعمر سيكون ورقة رابحة للمفاوضات

المهم طلبوا من عمر القاسم بأن يخاطب الشباب بواسطة مكبر الصوت بان يسلموا انفسهم
فكان يعي بأن ذلك خدعة ولا تنطلي عليه مثل هذه الأمور
فما كان من عمرالقاسم إلا أن خاطب الشباب قائلاً لهم:....يا رفاق نفذوا ما جئتم من اجله
(هذه مهمتكم ومسؤوليتكم ... فتفذوا تعليماتها فلا تتراجعوا..)
ورفع ذلك من معنويات الشباب وجن جنون الضباط
وأعادوه بسيارة الجيب العسكري تحت حراسة أمنية مشددة

وعلى ما أذكر إن لن تخني الذاكرة أحضروا معهم كذلك فاطمة برناوي
والتي كانت هي وعمر القاسم على رأس المطلوبين
حيث أعادوها كذلك لسجنها فالمستوطنون اليهود أحاطوا بهم لينالوا منهم
.فتمت إعادتهم لسجن الرملة المركزي.
وبعد فشل عملية الإختطاف تشرفت إدارة القسم بإذاعة نشرة الأخبار من إذاعة راديوا إسرائيل
فهذه الدراما والمشهد أو المسرحية سموها ما شئتم عشتها وعاشها من كان برفقة عمر تاقاسم
من خلف القضبان لسنة 1974م

فعندما دخل عمر القسم الذي خرج منه كانت معنوياته عالية ولكنه كإنسان كانت تبدوا عليه علامة الإرتباك والخوف لما لاقاه من معاناة خلال ساعات قلائل منذ أن غادرنا فيها وإلى أن عاد ولكنه إستعاد قوته ومعنوياته من جديد
فهذا هو واقع كل الرجال ولكي نقف على الحقائق وننقلل الأحداث بأمانة وصدق فمن الواجب علينا وضع النقاط على الحروف في مثل هذه المواقف والوقوف عند حدها هي من أجل أن تكون عوناً للشباب لأن يتذكروها ...

فقد يستطيع العدو السيطرة على جسدك كلحم ودم ولكن من الصعوبة بمكان لأن يسيطر على عقلك وعلى وجه الخصوص أمثال شخصية كهذه وكما يقول المثل " ليس كل الطيور تأكل لحومها "

فهنا بينما إستعاد عمر قواه واطمأن بأنه بين رفاق دربه ...
قال متنفساً الصعداء ...أشهد أن لا إإله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله
فهنا على الفور قلت له يا أبا القاسم ثبت الشهادة بحكم علاقتي الطيبة معه
وهذا أمر مطلوب من كل مسلم أن يجدد إيمانه ...ولكنه نظر من حوله وتلجلج فقال ما قال......
وأطلب من الله أن يكون قد لقي ربه وهو على الإيمان
فاستشهد الشباب من أجل قضيتهم بشرف وعزة وشهامة
على أن لا يستسلموا ملبين نداء الواجب بتعليمات قائدهم أبا القاسم...

فحول موضوع الشهادة سأقوم بعون من الله وتوفيقه بتبيان مفهوم الشهادة في الإسلام
في لقاء لاحق والله وليّ التوفيق

خادمكــــــــــــــــــــم

.وإلى أن نلتقي معكم واللقاء رقـــم .... ( 14 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق