2008/08/18

ممارسا ت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين في إستغلال الأيدي العاملة خلف القضبان الحديدية منذ ما قبل 1970


بسم الله الرجمن الرحيم

اللقاء رقم .... 22

معاملة قاسية وقهرية فلم نستسلم فقاومنا في حينه رغم تبعات العقاب المترتبة حولها.قمنا بإضرابات عن الطعام في بداية السبعينات، من اجل تحسين شروط حياتنا في السجون والمعتقلات الإسرائيلية فعلى أية حـــال كانت إدارة مصلحة السجون تستجيب لبعض هذه المطالب وأبرزها

1) عدم إجبار الأسرى بالعمل في
مرافق صنع ...الشبك " רשת לתנקים "

لتمويه المجنزرات والمواقع العسكرية حيث كانوا يفرشون في ساحة القسم شبكة كبيرة مصنوعة من خيط القنب ويعطوننا لفافات بلاستيكية كنا نخللها بشكل طولي وعرضي بين خيطانها .....


2) تحسين شروط العمل في المرافق الأخرى

*- الخياطة وصنع الجزادين תְּפִירָה וארנקים
* - تجليد الملفات للمؤسسات الإسرائيلية כרכיה
* - البناء בנין لمن هم أحكامهم تقل عن 5 سنوات المشكلة هنا الخروج للعمل في توسعة السجن وعمل تحصينات وصيانة عامة أمر لم يكن مستوعباً ولكن الأسرى توجهوا لأسلوب تلف محتويات المشاغل وتخفيض الإنتاج مما أدى في نهاية المطاف أن يحمل المندوب عن المصانع بضاعته فتستسلم إدارة مصلحة السجون وتلغي العمل في السجون

* المغسلة מַכְבֵּסָה .
. غسيل وكيّ على البخار ماكنات ضخمة وحديثة فكان مخصص يوم في الإسبوع للمساجين وكنّا نعمل على تفقد الملابس لأن لا يبقى فيها أوراق أو نحو ذلك كما وكنا نتفقد الغيارات الداخلية ونمنع إرسال قسم منها مع الغسيل لإعتبارات صحية فأغلب المساجين كانو يغسلونها بأيديهم وفي المغسلة يتكفل الشباب بغسلها لوحدها

المطبخ...מטבח

وما أدراكم ما المطبخ...... كانت تعمل وردية من الساعة الرابعة والنصف صباحاً وحتى إنتهاء تحضير وجبة الغداء فيتم تغييرها بوردية ثانية لتحضير وجبة العشاء وكل وردية 14 أسير بما فيهم سجناء يهود وعرب من الجنائيي
فبطبيعة الحال يتواجد في المطبخ ضابط وحارسين يتكفلان بتسليم الآلات الحادة لمسؤول الشيفت " الوردية" ليسلمها بعد إستعمالها قبل المغادرة وكذلك الحال يتم التعامل مع الوردية الثانية وهذه إجراءات أمنية ويومية لكنها مستوعبة وبتواجد الشباب من الفصائل في المطبخ أكيد أدى لتحسين الطعام

* الحلاقة... סַפָּרוּת

بطبيعة الحال وضعها مستقل لحد ما وما في معها مشاكل لأنها لمصلحة المساجين 100% وعمل الحلاق مبرمج وبعض الأسرى كانوا يحلقون لبعضهم البعض في الغرف بواسطة الشفرة والمشط

* النظافة والصيانة נקיןם ושיבוצים

مستوعبة لدى الفصائل لكونها تعود بالفائدة عليهم فهمال الصياة والنظافة يقومون بدور التواصل بين الأقسام والغرف " مهمة بريديه سرّية " وفي منتصف السبعينات تراجعت إدارة السجون عن تماديها في إلزام الأسرى بالعمل قهراً حيث توجهت لوضع أسلوب جديد للقمع بحق الأسرى.... وحدث ولا حرج وهذا نتيجة إسرار موجهي الفصائل والحركة الإسلامية والتي تمثل بمجملها الحركة الأسيرة في السجون والمعتقلات الإسرائيلية وكل هذا يتوافق مع متابعة المؤسسات الدولية والفلسطينية لشؤون الأسرى،مثل مؤسسة الصليب الأحمر الدولي.....وزاد من لحمة الترابط بين الأسرى وانعكس سلباً على إدارة مصلحة السجون . الأمر الذي جعلها أن تستحدث أسلوب الإبعاد والعزل للقادة وهذا أشرنا إليه سابقاً ولكن خاب ظنهم في ذلك .

وكما نوهنا بأن الفصائل دربت قادة لمواجهة مثل هذه الحالات ليحل محل القادة المبعدين. فكانوا يبدعون في إتخاذ القرارات ويتشددون أكثر ممن كان عليه الحال قبل ذلك .وإدارة السجون كانت تتوحش وتبدي ردود فعل قاسية والأسرى يقولون نحن لها.... إشتدي أزمة تنفرجي.

فوحدة الحال تؤدي حتماً إلى التحدي والتصدي ومواجهة الصعاب فقضية تشغيل الأسرى تهدف منها إدارة مصلحة السجون تفتيت اللحمة بين الأسرى من خلال التركيز على إعطاء إمتيازات فردية وعزله عن مجتمعه والسيطرة على العقول وعدم إفساح المجال له لأن يتعلم ويتثقف ’ وهذه الممارسات لم ولن تنطلي على أحد لكونها أسلوب إذلال

و في الوقت الذي أضافت فيه إدارة مصلحة السجون أشغال جديدة وهذا الذي أسرده من خلال تجربتي في سجن الرملة المركزي على وجه الخصوص.حيث كان يحضر لقسم الأجام אגם مندوب عن صاحب البضاعة للمصنع ليشرف على العمل ويتابع الإنتاج


وجدير بالذكر كان يصرف أجرة عمل يومي 35 أغورة إسرائلية آنذاك وهي العملة المتداولة آنذاك فتوضع في حسابه الخاص في السجن ليشتري فيها لوازمه من مقصف السجن وقد لا يزيد قيمة الأجر اليومي عن ثمن كاسة لبن صغيرة + ساندوتش أو مشروب خفيف كما ويصرف لكل أسير يعمل ما يعادل نصف باكيت دخان من النوع الرديء والسيء "بدون فلتر والمعروف... بـ خنتاريش -כנתריש".والصرف اليومي من السجائر عادة للجميع دون إستثناء هو 4 سجائر . ومن يعمل يحصل على بعض الإمتيازات قليلة كزيادة كمية الطعام وزيادة وقت الزيارة فهذه الامتيازات قد تبدو تافهة لكم وخاصة من لا يعرف الأسر لدى الاحتلال، ولكنها لدى الأسرى كبيرة، مقارنة بأدنى شروط الحياة الإنسانية،التي أقرتها القوانين الدولية والشرائع السماوية من قبلها وهذا ما بيناه بالتفصيل في لقاءات سابقة .

وتهدف من ذلك إدارة السجون الإسرائيلية إبعاد الأسير عن مجتمعه ليعيش منفرداً ظناً منها أن تحيده وتعزله لأن لا يقاومها ولكن هيهات هيهات فالقوانين الإنسانية تقر أن تكون أعمال ولكن على أن لا تكون قهراً وإلزاماً .صحيح بأن من حق السجين أن يتم تأهيله وتفجير طاقاته وهذا من حقه وقد يتوفر هذا مع السجين الجنائي فقط ولا يختلف إثنان بأن للعمل فوائد تعود على الأسير فيقتل وضع فراغه ويخفف من إنشغاله في آلامه وما يعانيه في فترة محكوميته فمبدأ العمل حسب تصوري لا ترفضه الحركة الأسيرة في السجون والمعتقلات على أن لا يكون إنتاجي على الأغلب فالمرفوض هو فقط ما له خلفية وطنية ولا يخدم المصلحة الإنسانية كأن أصنع شباك لدبابة إسرائيلية كما وتهدف من تشغيل بعض الأسرى دون غيرهم في مرافق خاصة من أجل تنظيم عملاء ليصبحوا أداة طيّعة تخدم مصالح الإدارة،ليتجسس على إخوانه وليتم تدميره وكشفه في الوقت التي ستغني عن خدماته.

بهذا القدر من السرد ندرك تماماً بأن العمل في السجون لم يكن هدفه في حقيقة الأمر مصلحة الأسرى ولا بأي شكل من الأشكال ’ فأكتب هذه التجربة من خلال الواقع الذي عشته شخصياً وعاشه وما يزال يعيشه آلاف الأسرىفرفض الأسرى للعمل نتيجة عدة عوامل يمكنكم أن تستنتجوها من خلال سردي لغيض من فيض حيث عنصر الإستغلال والظلم الجائر ولحكم القوي على الضعيف والسجان على السجين

وكما أشرت لكم من بداية اللقاء الأول لهذه التجربة بأن لكل من تم أسره له وجهة نظر وتجربة خاصة وخلفية فكرية في أسلوب الطرح ولكنها بمجملها تدور بنفس الدائرة لأن المعاناة واحدة والعدو هو المحتل الإسرائيلي وهذه التجربة تمثل تجربة عقد ونصف من عمري وهي فترة لا يستهان بها فإخراجي لهذه التجربة يأخذ مني الوقت الكثير الكثير حتى في أسلوب الطرح وشكل المنتجه لأن تصل إليكم على طبق من ذهب لتخرج بين أيديكم لحيز الوجود

أحبتي التجربة لم ولن تمثل قصة وسرد حكايات
بل نأخذ في سردها عدة إعتبارات الغرض منها توجيه الشباب والصبايا بالدرجة الأولى ومن ثم نأخذ بعين الإعتبار من سيقرأ ومن هو صاحب تجربة ومن هو قادر على التقييم

بهذا عاهدتكم بأن يتم نقل تجربتي هذه بأمانة دون تحيز وأدرك بأن هناك
مرجعيات موثوقة وأصحاب تجربة عريقة
ممن سبقوني في تجاربهم لثلاث سنوات على الأقل


وإلى أن نلتقي معكم واللقاء رقم .... 23

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق