2008/08/06

تجربتي الإعتقالية لمرحلة قبل قرار الحكم العسكري

بسم الله الرحمن الرحيم
اللقـــاء رقـــم ..... ( 18 )
تابع اللقاءات بتسلسل أحداثها"
نستقبل وجهات نظركم "
حيث أنها قابلة للتعديل

إنها المرحلة الحساسة لإنتقال المعتقل من دائر التحقيق إلى دائرة ما قبل صدور قرارالحكم الجائر
وقد نسميه وديعة مصلحة إدارة السجون ש"בס = שרות בתי הסוהר
وتواجده كما أسلفنا في الإكسات أو زنازين الإنفرادية أو في غرف المعتقل حيث تتسلمه إدارة مصلحة السجون كوديعة
فرغم أن هذه المرحلة قد تعطي المعتقل راحة نفسية نوعاً ما بحكم إنتهاء التحقيق وما يتبعه من تعذيب ولكنه سيعاني فيها من القلق وعدم الإستقرار بحيث يفكر كم ستكون محكوميته فيملي عليه الواقع أن يتحرى بشكل أم بآخر...كم سيصدر بحقة من الحكم العسكري في محكمة اللد العسكرية على سبيل المثال لا الحصر لمن تم وسيتم إعتقالهم من القدس الشريف وإخواننا من عرب 1948

فالمعتقل يتواصل مع محاميه وقد يتوقع صدور حكم ما بحقه قياساً بمن تمت محاكمتهم سابقاً فعلى أية حال تجارب من صدرت بحقهم الأحكام ومن يعي ذلك يعطيه صورة واضحة تجعله يتكيف مع واقعه الجديد ويهديء من روعه إلى حد ما


فقرار الحكم الذي ينتظره يعتمد على التهم الموجه إلية وما تم توثيقه من لإعترافات لدى المخابرات في مرحلة التحقيق ليتم تنسيب لائحة الإتهام بحق الأسير لما تم التوقع عليه والتي يتسلمها قبل فترة وجيزة من موعد المحكمة وقد يتم تحديد جلسه له في المحكمة العسكرية عن طرق محامي الدفاع الذي قام بتوكيله.وعادة يتم توجيه المعتقل الذي ما زال في طور التوقيف...ويشار إليه لآن يختار المحامي المناسب وهناك ممن يعرفون بأنه سيصدر بحقهم المؤبدات أو مدى الحياة لن يتوجهوا لمحامي الدفاع ...فالمحكمة لن تصدر أي قرار بدون محامي دفاع فهي تكلف المحامي على حسابها الخاص وكان البعض يقوم بتكليف المحامية الإسرائيلية ( فليتسيا لانجر ...פליציה לאנגר )منذ بداية السبعينات بواسطة مركز المعلومات البديلة ومعها محامون عرب يعملون في مكتبها
ومساعدتها المحامية الإسرائيلية (ليئا تسيمل ...ליאא תסימל ) المنتسبتان للحزب الشيوعي الإسرائيلي حيث كانت فليتسيا ىنجر تأخذ من الأهالي أتعابها كاملةً وفي الحالات الخاصة تتقاقضى أتعابها أو جزء منها من مركز المعلومات
المحامية فليتسيا لانجر ..... ألفــت كتــاب
" بأم عينــــــــــــــــي...במי עיני "
( بينت فيه تفاصيل قضية كل من قام بتوكيلها مع توثيق بعض الصور للمعتقلين من جميع الفصائل .فترجم للغتين العربية والإنجليزية...ويجد ر بالذكر بأن هذا الكتاب فيه بعض الأمور غير دقيقة وهناك أخطاء مطبعية إلا أن هذا الكتاب يعطينا صورة واضحة عمّا كنا نعانيه وهو بمضمونه جزء لا يتجزأ من التجربة الإعتقالية الشاملة. ويتوفر هذا الكتاب في الجامعات والكليات والمعاهد الإسرائيلية
على الأغلب يتم إستئناف الحكم بقرار من محامي الدفاع وفي هذه الفترة يكون المعتقل قد إكتسب خبرة لا بأس بها لتجارب من سبقوه على أن تقدم وثيقة إستئناف الحكم للمحكمة خلال أسبوعين كفترة قانونية لصالح المتهم, وبعدها قد يستأنف المدعي العام ضد المتهم والذي بدورة يطلب من المحكمة زيادة الحكم ,
فقد تتم الزيادة أو النقصان وقد يكون التثبيت للحكم أو الإكتفاء بمدة توقيف المتهم قيفرج عنه ’ فقرار الحكم يعتمد على قوة محامي والعامل النفسي والتوجه الفكري للحاكم بما في ذلك الوضع السياسي سيؤشر على مدة المحكومية ظناً من الحاكم بأن قرار الحكم القاسي والجائر ضد المعتقل سيكون ردع لغيره
فالأحكام المعمول فيها لدى الصهاينة مقتبسة من القوانين التي كانت متبعة زمن حكم الإنتداب البريطاني على فلسطين منذ ما قبل 1948 بالإضافة لقوانين جديدة وضعت فكل هذا لن يضبط الحاكم بسقف محدد لمدة المحكومية فقد تكون قضايا كثير متشابهة فيختلف فيها قرار الحكم من حاكم لآخركل حسب مزاجـــه
فدور كل من المدعي العام ومحامي الدفاع له تأثيره السلبي أوالإيجابي بحق المتهم وكما أنه على الأغلب تتم المقايضة وتشتد المفاوضات بين المدعي العام ومحامي الدفاع...فمقدار قوة المناورة والحجة لدى محامي الدفاع تحد من تحدي المدعي العام فتخفف مدة المحكومية فتفهم المتهم لتعليمات محاميه قد يؤدي لأن يكون قرار الحكم لصالح المتهم و قد يقع المتهم فريسة...فيتم توريطه من قبل محاميه عن قصد أو غير قصد أو إهمال. فيزداد ظلمه على ظلم فيصدر بحقه حكم جائر قد ينتج عنه عوامل سلبية قاتلة للمتهم ..وقد يصاب المتهم بهوس أو جنون وحالات نفسية وعصبية مفرطة وقد يفقد الوعي أو يصاب بمرض عضال فيتوفى وبطبيعة الحال من ينتظر المحكمة يتم توجيهه وإرشاده من قبل المعتقلين والموجهين للفصائل ليصبح مهيئاً لإستقبال الجلسة الأولى بهدف أن لا يفاجأ بأي قرار حكم سيصدر بحقه ليتكيف مع الواقع الذي سينتظره
وليس هناك أدنى شك بأن كل من يمر بهذه المرحلة سيكون في حيرة من أمره ويكون في حيص بيص وقد يعقد البعض الآمال لأن يصدر بحقه حكم خفيف أو البراءة وينتظر حتى أن يطلق سراحه من المحكمة فيبقى في وضع قلق وحيرة دائمة وهذه الظاهرة تختلف بين شخص وآخر لإعتبارات تتعلق بقوة الشخص وضعفه أو وعيه وجهله...وظروفه العائلية والنفسة والمالية والصراعات الداخلية بين المعتقلين , وقد تكون عوامل فسيولوجية أو نحو ذلك
وأحياناً يتم الندم لدى البعض وهم وكما يقولون راحت السكرة وجاءت الفكرة وحدث ولا حرج ومن الجدير بالذكر بأن هناك أمور كثيرة يعاني منها المعتقل بعد مرحلتي التوقيف والتحقيقات وصدور الحكم بحقه وتتمثل بالصراعات الداخلية و الفكرية بين الفصائل والتنظيمات والجماعات من خلف القضبان ... ولا نعمم بطبيعة الحال
وهذا واقع يفرض نفسه على الجميع في السجون والمعتقلات السياسية.ولا يفهم بأن الأمور تترك على كاهلها بل هناك ضبط وربط إلى حد ما بين الفصائل وقد تتخللها تصادمات ومواجهات إلا أنه يتم وضع الحد لذلك لأن لا تتطور
ولا ننسى بأن مجتمع السجن جزء لا يجزأ من المجتمع خارج السجن والفهيم لازم يحسبها ويفهمها مليح وأكيد هذه الظاهرة بتعمل حركة ونشاط وما بسيطر الكسل والخمول على الجميع وعلى أية هي ظاهرة صحية إلى حد ما وفي الحركة بركة
وإلى أن نلتقي معكم واللقاء رقـــم ......... ( 19 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق