2008/08/14

تجربتي الإعتقالية مع المنام والعدد والروتين الممّل يومـــاً بيـــوم


بسم الله الرحمن الرحيم

اللقــــاء رقــــــم .......(20 )

الأسرى يتكيفون مع واقعهم ويَتَحَدّونَ الصعاب في مجالات حياتهم من خلف القضبان الحديدية وبفضل تصعيد نضالاتهم يتم تحقيق مطالب جديدة رغماً عن التضحيات وإشتشهاد خيرة الشباب .فبجهود الأسرى الأوائل تحسنت الظروف الحياتية في السجون ...

فكل ما خصص لمتطلبات الأسرى المعيشية في بداية الأمر هو أمر لا يطاق ولا يتناسب وأدنى الحقوق في إتفاقية جينيف
فالفراش كان 3- 4 بطانيات...يفترش الأسير واحدة منها على الأرض ويتغطى ببطانيتين والحذاء وسادته !!! فحقق الأسرى مطالب جديدة وعلى خطوات فحصلوا على حصير من القش وبعد سنوات من النضال والمعاناة أعطيت لهم فرشات رقيقة من قش سعيف النخيل وفرشات إسفنج بسماكة 5 -7 سم تم حقق الأسرى على تخوت من الباطون في بعض مراكز التوقيف وتخوت حديدة من طابقين لسجني عسقلان وبئر السبع بالتحديد على ما أذكر

وبعد سنة 1982 تمّ إضافة بطانيتين ومخدة لكل أسيرفيصبح المنام بمستوى 7 نجــــــــــــــوم والحمد لله بحكم تصعيد النضال بينما إستقر بي الحال أنا شخصياً في سجن الرملة المركزي كانت الأسرّة الحديدية موجودة في السبعينات وفرشات القش رقيقة وفي وضع يرثى لها... جبال وعرة ووديان ...
فبحكم مهنتي في التنجيد الفني والديكور" لتفصيل وقص جميع موديلات البرادي" شرعت على الفور تطوعاً مني
" دون أن تكون أية خطوة تصعيد للنضال ضدي من قبل لأسرى هههههههههههه والأدوات والمواد اللازمة فبدأت بعمل فرشات جديدة للأسرى حسب ما تتطلَب الأولويا ت .

فتمّ تجهيز الكّم اللازم لكل فرشة من قش سعيف النخيل وخيطان القنّب والإبر الطويلة والمنحنية والمقص وشمعة عسل لتقوية الخيطان ..المهم.......عملنا ورشة كبيرة وطويلة لصيانة فرشات القش جميعها بإرتفاع 12 سم وكنت أستعمل كمية قش ما يعادل 4 فرشات قديمة لتصبح فرشة جديد صلبة كلوح الخشب بحيث يتم رفعها من أحد أطرافها لترتفع شقفة واحدة كلوح الخشب " صحيّة 100% " أحسن من فرشة عاميناخ من شان الأسير ينام عليها ويرتاح.
كنّا نعاني في فصل الشتاء من شدة البرد القارص فالتدفئة متوفرة وذاتية حيث جسدنا يمتص البرد وحرارة الجسم تفعل فعلها والحمد لله وما بدنا جميلة إدارة مصلحة السجون فالسعرات الحرارية كانت شحيحة من أنواع الطعام

ما بين الساعة 5-6 صباحاً كنّا نصحوَعلى صراخ حارس القسم بقوله سسسسسفيررراااااا ספרה يعني عـــدد فيحضرالضابط المناوب لجميع الأقسام في السجن ومعه لوحــة ليسجل عليها عدد الأسرى الموجودين فينتفض الأسرى كل من فراشة ليصطفوا طابوراً إثنين إثنين...منتصبين مستعدين دون حراك والمخالف يعاقب كما هو الحال في النظام العسكري فتبدأ عملية العدّ ويتبعه ضابط وحارس القسم من غرفة لغرفة وهو يصرخ سسفيرااا ספרה أو عدد "باللغة العربية " . وقد يكرر العدد لمرة ثانية وثالثة ليطمئنوا بأنه لا توجد حالة هروب

فيشرع كل أسير بعد إنتهاء العدد أو بعد الإفطار مباشرةً بتوظيب وترتيب فراشة بحيث يفرش بطانية على سريره
ثم يطوي بقية البطانيات بشكل مستطيل وبشكل طبقات: "ثنيات" فيضع البطانيات طولياً بعرض سريره فوق بعضها البعض حسب تعليمات إدارة السجن والمخالف يعاقب وهذا يجب أن يتم خلال 10 -15 دقيقة

فيغسل الأسرى وجوههم ويقضون قضاء الحاجة مصطفين بالدور ثم يشرع الحارس المناوب بفتح الغرف ليخرج الأسرى من غرفهم لتناول طعام الإفطار في غرفة الطعام بشكل منتظم وتحت إشراف ومراقبة ضابط وحراس القسم المنتشرين في جميع الجهات ومن على أعلى الأبراج بسلاحهم رغم وجود أسلاك شائكة فوق الساحات قد لايستطيع الطائر من خرقها كل هذا لإحتياطات أمنية وبعد الفطور يخرج الأسرى للعمل في الساحة أو في غرف خاصة داخل القسم

ففي فترة الظهيرة حوالي الساعة 11.5 يتم العدد ثم وجبة الغداء مباشرةً وبنفس الصورة تكون وجبة العشاء حوالي الساعة 4 مساءً ثم يتبعها العدد فتغلق جميع الغرف حتى صباح اليوم التالي وهكذا يكون الروتين القاتل يومـاً بيـــوم !!!

أما اللباس موحد لدى الجميع بلونه البني القاتم تماماً كما ترونه من خلال الأفلام الوثائقية والأوضاع المعيشية
داخل الغرف والساحات لعشر سنوات على الأقل بعد منتصف السبعينات هو واقع أفضل بكثير منذ 1967م
يرتدي الأسير طاقية بنية اللون ويحتذي صندل من الكاوتشوك والغيارات الداخلية قطنية سكنية اللون

يتم إطفاء إضاءة الغرف ما بين الساعة 9 - 10 كل ليلة وعلى الجميع أن يكونوا في فراشهم ويمنع الكلام
وبين الفينة والأخرى يتجول الحارس المناوب بين الغرف لضبط النظام

فبالنسبة للمنام في الزنازين والإكسات فحالها يرثى له.قذارة ... رائحة نتنة ...البطانيات والفرشة عفنة عليها من الخيرات مما هب ودب أعذروني من أن أقـــول : من مخاط وبول , بقايا طعام , بصاق وقد يكون فيها براز من قبل السجناء الجنائيين فلا أبالغ ....وقلّما يتم تنظيفها من قبل إدارة السجن والنتائج المترتبة حول ذلك كله حدث ولا حرج ...وعندما كنّا نحتج على عدم إعطائنا حقوقنا كاملة كانوا يقولون لنا :..من حق السجين فقط أن يحصل على شباك وهواء وخبز وماء .. لا أكثر ولا أقل ..

وإلى أن نلتقي معكم واللقاء رقـــم.........(21 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق