2008/08/22

حول ضبط وإملاء الشروط الفلسطينية وإحكامها على دولة إسرائيل بشأن آليـــة عملية تبادل الأسرى 1985

بسم الله الرحمن الرحيم
اللقـــاء رقـــم ...... 28
ملحق (5) للتجربة
تجربة تستحق الإهتمام ... قدمت السلطات الصهيونية تعهداً موثقاً مكتوباً بذلك للصليب الأحمر الدولي , محفوظ لديه . و اليوم الاثنين 20/5/1985 ومنذ الساعة العاشرة بتوقيت جنيف سيخرجون أحراراً مطلقي السراح :
1-( 66 ) مناضلاً محرراً موزعين على 12 قرية ومدينة في منطقة القدس .
2-( 36 ) محرراً موزعين على 13 قرية ومدينة في بيت لحم .
3-( 85 ) محرراً موزعين على 14 قرية ومدينة في الخليل .
4-( 68 ) محرراً موزعين على 32 قرية ومدينة في رام الله .
5-( 86 ) محرراً موزعين على 26 قرية ومدينة في نابلس .
6-( 63 ) محرراً موزعين على 24 قرية ومدينة في طولكرم .
7-( 44 ) محرراً موزعين على 17 قرية ومدينة في جنين .
8-( 3 ) محررين موزعين على قريتين في منطقة أريحا .
9-( 273 ) محرراً موزعين على 22 قرية ومدينة في غزة .
10-كما تمكنت الجبهة , ولأول مرة , من إطلاق 50 من أبناء الأرض المحتلة من عرب 1948 من الجليل و المثلث .
.11-( 99 ) محرراً موزعين على 6 دول عربية .
12-( 6 ) محررين موزعين على بعض الدول الأجنبية .
وبهذا فإن 879 محرراً سيجري إطلاق سراحهم من سجون الأرض المحتلة بالإضافة إلى 121 معتقلاً من سجن عتليت كانوا في عداد معتقلي أنصار هم من تبقى من تبادل عرفات 1983 , بالإضافة إلى 150 معتقلاً من أنصار الذين نقلوا إلى الداخل هذا العام من فلسطينيين ولبنانيين مناضلين .
ومنذ الساعة العاشرة حتى الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت جنيف من يوم الاثنين 20/5/1985 ,بإشراف الصليب الأحمر الدولي سيطلق سراح : ( 605 ) محرراً في داخل الأرض المحتلة في تجمعين : عسقلان ونابلس . ( 394 )
سيطلق سراحهم على أرض مطار جنيف . ( 151 ) مناضلاً سيطلق سراحهم في مدينة القنيطرة السورية .هذا جهدنا والتزامنا نقدمه هدية لشعبنا وعهداً لأولئك الذين لم يخرجوا , أن تحريرهم دين علينا وسنعمل على أن تخلى سجون العسف وزنازين الاضطهاد الصهيوني من كل المناضلين السائرين في شمس الحرية إلى فلسطين .
ولا يفوتني هنا أن أقيم عالياً الدور المثابر للصليب الأحمر الدولي , قيادتهم في جنيف , ومندوبهم في دمشق , ومندوبهم في الأرض المحتلة , الذين ساهموا جميعاً بدأب ونشاط وبحس عال بالمسؤولية و الدقة و المثابرة و المتابعة .
إنني باسم الجبهة الشعبية _ القيادة العامة _ اقدم الشكر إلى رئاسة اللجنة , رئاسة قسم الشرق الأوسط وكل المندوبين العاملين وكل من ساهم , وهم الآن مستنفرون يشرفون على هذا التبادل وصحة تنفيذه .وأقيم عالياً الدور الإنساني للسيد إيمري سفير حكومة النمسا في أثينا , ومبعوث السيد برونو كرايسكي و الجهد والدور الإنساني للجانب النمساوي , لدورهم الفعال و المثابر في هذه القضية الإنسانية وذلك الحس المفعم بالشعور الإنساني , ذلك الجهد وتلك المتابعة التي أثمرت في النهاية في رسم البسمة على وجوه الآلاف من الأسرى المحررين وعائلاتهم و أطفالهم وذويهم .
والشكر للحكومة الفيدرالية السويسرية التي رعت هذا التبادل على أرضها , وقدمت كل التسهيلات التي ستجعل من هذه العملية ممكنة ومأمونة وهذا ما نأمله .كل هؤلاء ونحن معهم استلمنا جائزتنا وهي تحرير الأسرى المعتقلين وإنهاء معاناتهم الظالمة , انه دور جديرون به , للدأب والالتزام و النزاهة التي تحلوا بها وكل مساعدة قدموها .
إنني باسم الجبهة و قيادتها , وأمام هذا العرس النضالي الإنساني , أتوجه بالتهنئة لكل محرر وعائلته , كل باسمه , وأدعو كل أهلنا الصامدين في الأرض المحتلة , وأخص القوى و الشخصيات الوطنية والاتحادات و النقابات الوطنية الفلسطينية وشعبنا في مخيماته وتجمعاته وكل جماهير شعبنا العربي في كل مكان , أن يرحبوا بهؤلاء الأبطال الترحيب الذي يليق بهم مناضلين صامدين أحراراً .
إن ذلك تم إنجازه على قاعدة الصمود النضالي و الوطني , وتعزيز جبهة الإنقاذ الوطني الفلسطينية لاستعادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى خطها ونهجها الوطني , التي هي الوجه المشرق لمنظمة التحرير الملتزمة بالميثاق وقرارات المجالس الوطنية .من دمشق إلى جنيف 20 /5 / 1985
ي الساعة 7.15 بتوقيت دمشق , الثالثة و الربع ( بتوقيت غرينتش ) أقلعت من مطار دمشق الدولي ثلاث طائرات مدنية .. اثنتان بوينغ ( 727 ) تابعة للخطوط الجوية الليبية ,وواحدة ( د . س9 ) تابعة للخطوط النمساوية .. وكان الأسرى الصهاينة الثلاث قد توزعوا على الطائرات الثلاث التي امتلأت بالمراسلين الصحفيين ( 40 مراسلاً ) وأعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر فضلاً عن مسؤولين ومقاتلين من الجبهة الشعبية _ القيادة العامة , وفصائل فلسطينية أخرى .
كان سفيرالنمسا لدى دمشق السيد " هربرت غروب ماير" و مندوب الصليب الأحمر الدوليو الرفيق طلال ناجي الأمين العام المساعد للجبهة يشرفون على ترتيبات ركوب و مغادرة الطائرات ،
و قد حضر الأسرى قبيل ذلك الوقت إلى قاعة المطار ، من إحدى قواعد الجبهة ،مطلقي الأيدي ، التف حولهم الصحفيون والمصورون لتسجيل آرائهم وانطباعاتهم ، عشية إطلاق سراحهم ، فاكتفوا بالقول بـ " إننا سعداء جداً لدرجة يعجز الكلام عن وصفها .. "
و لم تنتقل الطائرات الثلاثة إلى جنيف مباشرة ، بل هبطت في فيينا متأخرة عن موعد الوصول ثلاث ساعات كان الهدف منها " إتاحة الفرصة أمام الصليب الأحمر للتأكد من هويات الفدائيين الأسرى الذين وصلوا جنيف " و رافق الرحلة إلى جنيف عدد من مقاتلي و كوادر الجبهة و قيادات ووجوه فلسطينية بينهم الرفيق أبو علي مهدي بسيسو من قيادة فتح ، و يحيى خلف الأمين العام لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين ، و جمع من الصحفيين و مراسلي وكالات الأنباء العربية والعالمية .
و من إحدى الطائرات كان الرفيق فضل شرورو يدير مؤتمراً صحفيا ًعبر الهواتف ، ينقل خلاله وقائع العملية ،و يركز على دلالاتها ، و قد رد خلال الرحلة من دمشق إلى جنيف على أسئلة مراسلي الصحف و وكالات الأنباء العالمية حول مضامين اتفاقية التبادل و أبعادها ، ووقائعها من مطار بن غوريون 000 إلى جنيف :
تلفزيون العدو أذاع باللغة العبرية عصر 20/5/1985 تقريراً عن عملية التبادل فيما يلي نصه :" يعود الأسرى الثلاثة الذين كانوا في أسر " الفدائيين " إلى البلاد اليوم .. و الثلاثة هم :الرقيب أول حازي شاي ،و المجند يوسف غروف ، والمجند نسيم سالم ، ويتوجه هؤلاء في طريق عودتهم إلى البلاد مساء اليوم من مطار جنيف "تجري عملية استبدال الأسرى في دمشق ومطار بن غوريون و جنيف و أشكلون( عسقلان )و نابلس ،
و قد خرج الأسرى الثلاثة من دمشق على متن ثلاث طائرات مختلفة وبالمقابل غادرت " إسرائيل " ثلاث طائرات تابعة لسلاح الجو تضم كل واحدة منها حوالي 150 معتقلاً فلسطينياً كانوا في السجون الإسرائيلية أقلعت الطائرة الأولى من مطار بن غوريون في الساعة السابعة والنصف صباحاً بتوقيت غرينتش ، ثم تبعتها الطائرتان الأخريان بفارق زمني مقداره حوالي 30 دقيقة بين الواحدة و الأخرى ، و هي تحمل ( الفدائيين ) الذين أطلقت "إسرائيل " سراحهم ، ومن بينهم منفذي عمليات بيت هداسا والخليل و الطريق الساحلي و نهاريا و العمليات التي طالت رجل المظلات إيلي لوبو و دايفيد روزتنفليد و الرائد حنان سمسون والنقيب يوسي كابلان ،
أثناء عملية ملاحقة قرب نابلس ، و المقدم أوفير في عملية ملاحقة بعد حرب الأيام الستة ، و كوزو أوكو موتو أحد منفذي عملية مطار بن غوريون قبل 12 سنة، و غير هؤلاء لقد تم تهيئة ( الفدائيين ) الذي سيتم إطلاق سراحهم قبل وقت من ذلك ،في سجني عسقلان و نابلس ، ووزعوا على ثلاث مجموعات ، أثناء تسلم رجالنا الثلاثة تسلم رجالنا الثلاثة في مطار جنيف سمح لـ (600 فدائي ) من الذين سيطلق سراحهم بالعودة إلى بيوتهم في المناطق المحتلة وضمن مجالات الخط الأخضر.
وهذا ، و تم نقل 150 إلى سوريا في نقطة الحدود في القنيطرة ، ونقل 394 منهم بالطائرات إلى جنيف و من هناك سينقلون إلىليبيا " " و عندما أقلعت طائرة (الفدائيين ) صباح اليوم من المطار كان أيضاً مراسلنا " بني ليث " :" الساعة الآن 2.30 ليلاً ،ضمن إجراءات أمنية مشددة تحيط بكل المطار
وصل الباص الأول الذي يقل (الفدائيين) وعلى مدرج المطار تنتظر ثلاث طائرات بوينغ تابعة لسلاح الجو لنقل ( 39 فدائياً ) من " إسرائيل " إلى جنيف ، وكانت هذه المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى ،
وصلت الباصات و كانت نوافذها مغلقة ،ووصل ( الفدائيون) وهم مقيدو الأيدي و الأرجل ، و انتشرت قوات الأمن و الشرطة العسكرية على شكل ممر بين الباص والطائرة وبدا الأمر من بعيد كأنه حرس شرف لـ( الفدائيين ) ، و لكن قائد المنطقة الذي كان هناك أعلن أمراً بإبعاد جميع الجنود " "
لم نر هنا دموع الفرح و لا آثار الفرح ، ( الفدائيين ) صامتون ، لا يصرخون و لا يغنون الأغاني الحربية " " هذا هو ...كوزو أوكو موتو ( المقاتل ) اليابانيالذي حكم عليه بالسجن المؤبد بسبب ( عملية ) في مطار اللد عام 1972 " من بين المغادرين " فدائيون " جلسوا في السجن عشرة أو خمسة عشر عاما ً واكثر من ذلك بقليل ،
و كثيرون منهم حكموا بالسجن لمدة/99 سنة /" فدائيون " أطلقوا النار على الجنود ، ( فدائيون ) تسللوا إلى "إسرائيل " من البحرو البر والجو للقيام بعلميات (فدائية) .
من بين المغادرين شاهدنا ابن أخت أحمد جبريل الذي يرأس المنظمة التي قامت بخطف جنود الناحل الذين سيعود اثنان منهم غروف و سالم –اليوم " في الساعة الخامسة و النصف
انتهت فحوص الصليب الأحمر و وجد أن كل شيء على ما يرام و ليس هناك من أخطاء و بعد خمس دقائق من ذلك ستغلق الأبواب ، و سيظل الفدائيون مقيدين بأيديهم و أرجلهم إلى أن يصلوا إلى جنيف .
تعرقلت عملية تبادل الأسرى لمدة ساعات عديدة و السبب هو أن الطائرات التي حملت أسرى جيش الدفاع الإسرائيلي من دمشق قد اضطرت إلى الهبوط في فيينا بسبب أعطال فنية و أن اثنين من الأسرى قد نقلوا إلى طائرات أخرى من أجل متابعة الطريق إلى جنيف "
* وفي مطار جنيف انتظرت وصول الطائرات قوات كبيرة من الجيش و الشرطة لحماية العملية ، فيما تابعت إذاعة العدو " باللغة العربية " مجريات التبادل وذكرت أن عملية التبادل توقفت فجأة بسبب " أجواء التوتر و انعدام الثقة بين الطرفين ، المتبادلين " و في غضون ذلك انتقلت وقائع عملية التبادل إلى النبأ رقم ( 1) في نشرات الأنباء في كل مكان ،و أصبحت المادة العاجلة لبرقيات الوكالات والصحف العالمية :جنيف .
ساعات التبادل كانت أنظار العالم كله تتجه نحو تلك الرقعة من الأرض السويسرية .. وكانت قضية تدقيق الأسماء والدفعات والبرقيات تدخل امتحاناً عصيباً ، و تواجه مشكلات متداخلة في جو من الترقب و الحذر
* لقد أصر قائد عملية الجليل على تدقيق جداول المحررين على أرض مطار جنيف ، ليس رقماً رقماً، بل كل اسم من أسمائهم مع التوثق من توقيع ممثل الصليب الأحمر على تلك الجداول ،( في فلسطين المحتلة )
برقيات معينة ، أكثر من مرة ،زيادة في التأكد من التزام العدو بالاتفاقات ،و في دقة و صحة إجراءات وصول المحررين إلى بيوتهم في مدن فلسطين المحتلة إلى جنيف ، العاصمة السويسرية ،
*وصلت الطائرات " الإسرائيلية "الثلاث ،قادمة من مطار بن غوريون في تل أبيب على النحوالتالــــي :
الساعة (8.12 ) ، (8.20) ، (8.30) بتوقيت غرينتش ... و كانت تقل 394 أسيراً فلسطينياً و لبنانياً و هي من نوع بوينغ 727 وطليت باللونين الأزرق والأبيض مع شعار" جيش الدفاع الإسرائيلي
" أللــــــــه وأكبـــر وللـــــــــه الحمـــــــــــــد
وبعد ثلاث ساعات من وصول آخر طائرة تقل الأسرى العرب، وصلت الطائرات الثلاث التي تقل – كل واحدة – أسيراً من الأسرى الصهاينة ... وهي طائرتان ليبيتان وواحدة نمساوية ،و كان سبب التأخير هو نزول الطائرات في مطار فيينا لكي يتأكد الصليب الأحمر من صحة هويات الفدائيين الأسرى الذين وصلوا الى مطار جنيف قبيل هذا الوقت
وبعد التأكد من صحة هويات الأسرى لدى الطرفين ،عن طريق الصليب الأحمر بالذات ، بدأت المرحلة الأولى من عملية التبادل ، بحذرشديد ،ووسط تشديدات أمنية ترافقت مع انتشار قوات الشرطة السويسرية المعززة بالمدرعات في كافة أنحاء المطار .. فقد انتقل – بوقت واحد – حوالي 230 أسير فلسطيني و لبناني إلى الطائرتين ، ليبية و نمساوية مقابل انتقال الأسير الصهيوني نسيم شالم إلى الطائرة الإسرائيلية،في ذات الوقت الذي استلم قائد العملية برقية بتحرير 238 أسير في الأرض المحتلة
وإلى أن نلتقي معكـــم واللقـــاء رقـــم ...... 29

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق