بسم الله الرحمن الرحيم
اللقـــــــــــاء رقــــــــــم ..............26
الملحق ( 3 ) للتجربة
مؤتمر صحفي للمكلف بقيادة عملية الجليل.
و في مطار دمشق قبل أن تدور عجلات الطائرات
عقد الرفيق عمر الشهابي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية _ القيادة العامة رئيس وفد الجبهة المفاوض و المكلف بقيادة (( عملية الجليل )) لتبادل الأسرى مؤتمراً صحفياً .. بحضور الرفيق طلال ناجي الأمين العام المساعد للجبهة وفضل شرورو عضو المكتب السياسي , وممثلي فصائل الثورة الفلسطينية و مندوبي الصحف و الوكالات العربية و العالمية
و\جاء في البيان الصحفي الذي وزع على الحضور ما يلي :
( نحن اليوم أمام حدث في غاية الأهمية في تاريخ الشعب العربي الفلسطيني الصامد والمناضل و المكافح حدث سيترك بصماته بعمق ووضوح في مجرى النضال الوطني الفلسطيني وحافز لثورة فلسطينية أصيلة و عملاقة ,تعبر عن أماني و تطلعات شعب عظيم تمرس بالنضال ,وتجذر صموداً في الأرض المحتلة و خارجها.)
انه حدث يعبر عن كل ما هو مشرق في نضال شعبنا منذ بدايات هذا القرن عن كل ما هو مشرق في نضالات الثورة الفلسطينية المعاصرة ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي و الوحيد لشعبنا و المعبر عن طموحاته و إرادته الوطنية , والمعادية للإمبريالية و الصهيونية , المتمسكة بخطها الوطني غير المساوم و لا المفرط , لا كما أراد لها المساومون و المفرطون .فبعد مفاوضات دامت اكثر من عامين مع الصليب الأحمر الدولي , مفاوضات كان طابعها من جانب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين _ القيادة العامة _ الإصرار و الصمود و المبدئية وكان طابعها من الطرف الصهيوني المراوغة و المماطلة والتسويف والخداع ومحاولات الابتزاز.
أعلن من دمشق و باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين _ القيادة العامة و قيادتها بدء(( عملية الجليل )) البطولية لتحرير 1150 أسيراً مناضلاً محرراً من سجون الاحتلال الصهيوني , حيث أرغم العدو الصهيوني في النهاية للرضوخ لمطالبنا العادلة والتي كانت موضوع إصرارنا منذ البداية .
إن عملية الجليل البطولية هي امتداد لعملية النورس البطولية وهي تأكيد و امتداد لتقاليد نضالية اختطتها الجبهة الشعبية القيادة العامة وأكدتها خلال نضالها الطويل وعلى امتداد عشرين عاماً من نضالها المسلح .
لقد جاءت هذه العملية البطولية و النوعية في وقت تحتفل الجبهة الشعبية _ القيادة العامة _ بذكرى انطلاقتها العشرين , لتكرس و تؤكد خط الجبهة الوطني وتقاليدها وممارساتها النضالية , وجاءت لتصلح الخلل الذي وقع في التبادل السابق ( تبادل عرفات نهاية عام 1983 ) ._ فسيحرر في عملية الجليل 121 معتقلاً من سجن عتليت , هؤلاء كانوا في عداد معتقل أنصار عندما أجرى عرفات تبادل . كان من المفترض أن يكونوا أحراراً عبر ذلك التبادل منذ ما يزيد عن السنة ونصف لكن الصهاينـــة اختطفوهم في الطريق و استبقوهم ليساوموا الجبهة عليهم , لكنها مساومة فاشلة ._
زياد أبو عين الذي سلمته الولايات المتحدة للسلطات الصهيونية رغم احتجاجات واستنكار العالم وهيئاته الدولية , أعيد إلى سجنه بعد وصوله المطار ومعه 36 آخرين, حين لم يجد العدو من يسأل منهم . زياد أبو عين و المناضلون الآخرون سيكونون أحراراًمنذ اليوم ومنهم المناضل الياباني كوزو اوكوموتو .
لقد كان نهج تحرير المعتقلين السابقين أخر إهتمامات من قاوم بالتفاوض لقد كان همهم تبادلهم هو الكسب الإعلامي غير المقبول , على حساب قضايا الوطن و الثورة و التساهل بها ومع أن لجنة مشتركة في ذلك الوقت شكلت لإنجاز تبادل مشرف كنا في عدادها وتحاورت مع الصليب الأحمر ضمن مبادئ وشروط مشرفة ,إلا أن العدو ماطل و حاول الابتزاز كعادته عندما رفضت اللجنة بالإجماع بوجودنا ورجال عرفات منها , الانصياع أو سماع الابتزاز الصهيوني ,وأوقفت البحث مع الصليب الأحمر لكن فوجئنا كجبهة وبعد أيام عودة المفاوضات على أسس رفضت قبل أيام وفوجئنا كما فوجئتم وكما فوجئ كل الشرفاء من شعبنا أنهم قبلوا هذه الشروط , وبمبدئية وتنظيم مختلف , بفهم وبعد وطني وأنساني افتقده المساومون في تبادلهم السابقإن عملية الجليل .
وإن لم تكن العملية الأولى فإنها اكبر عملية تبادل في تاريخ الصراع العربي _ الصهيوني أولاً , ولأنها بما تمثله من عمق وطني يعكس واقع الصراع الراهن والمحتدم بين الخط المساوم و المفرط الذي يمثله الرئيس عرفات ونهجه , وبين حالة النهوض الوطني , المنبعثة الآن تصنع الحقائق على الأرض في لبنان و الأرض المحتلة وتضع العدو في مأزق استراتيجي خانق .بل وقبلوا الخداع الصهيوني وسكتوا عليه صاغرين .
إن عملية الجليل البطولية والنوعية , وإن تأخرت , فلقد كانت بذهنية مختلفة بين ما يمثله من فاوض قبلنا وتهالكهم على أمور مرفوضة . وإن قبلوا الشروط الأمريكية _ الصهيونية أو استعدوا لقبولها , وبين ما تمثله الجليل من أصالة وشموخ وتوق إلى عنان الوطن الصامد الجريح , سواء هؤلاء الذين ظلوا في الأرض المحتلة من المحررين لينضموا إلىأهلهم وأخوتهم ورفاقهم هناك , يدعم من صمودهم ويكبرون بوطنهم ويكبر الوطن بهم , أو هؤلاء الذين خرجوا ._
... .إن عملية الجليل البطولية هي إعلان لكل العالم من هذا المكان ,من القطر العربي السوري الصامد , من القنيطرة المحررة التي سيكون أبطال معتقلي أنصار أحراراً فيها اليوم .. أنها إعلان يسمعه العالم , يعلن بالملموس وبوضوح كالشمس , فشل ما اسمي ( عملية سلامة الجليل ) الصهيونية , وهزيمة القوى المعادية مجتمعة , بفضل التحالف الوطني اللبناني _ الفلسطيني مدعوماً بالموقف السوري الثابت و المبدئي وقيادة سوريا الشجاعة , والموقف العربي والقومي للجماهيرية الليبية .
إذا كانت عملية الجليل الحدث الأبرز من نوعه وحدثاً انتظره , بأمل , أؤلئك الذين يعانون في سجون الاحتلال , فقد استغرقت جهداً غير عادي من جانبنا حتى أمكن التوصل إلى نتائج غير عادية فلا يعلم الكثيرون ربما أن المباحثات من جانبنا مع الصليب الأحمر الدولي و الطرف النمساوي وخلال السنتين و النصف التي استغرقتها , بلغت ما يزيد عن 400 ساعة مفاوضات وحوار ودخول بالتفاصيل.
واقتضى إنجاز هذا الجهد حتى يصبح حقيقة , اكثر من 900 ساعة عمل لتحضير القوائم و الأسماء و الأحكام ودراستها .ولقد قدمنا مبادئ أساسيةأرغم العدو على الموافقة عليها في النهاية , اذكر أهم مبدئين فيها :
1- لا يعترض العدو ( لا يضع فيتو ) على أي اسم أو شخص بعينه من الأسرى المعتقلين , تطلب الجبهة إطلاق سراحه . 2-للمعتقل الحق أن يختار بأن يطلق سراحه ويخرج خارج الأرض المحتلة , أو يبقى بين أهله وعائلته وفي بيته وعلى أرضه والسلطات الصهيونية تلتزم أن لا تعيد اعتقاله بنفس التهم السابقة لإطلاق سراحه .
وإلى أن نلتقي معكم واللقاء رقم ....... 27
خـــادمكـــــم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق